قيام الليل خطوة في طريق الإيمان
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الله تعالى يقول:
(ومن الليل فتهجد به نافلة لك
عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)
وعن عبد الله بن سلام قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
جفل الناس إليه و قيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجئت في الناس لأنظر إليه
فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم
عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب
فكان أول شيء تكلم به أن قال:
ياأيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام
و صلوا بالليل والناس نيام
تدخلون الجنة بسلام
يقول صلى الله عليه وسلم:
( أقرب ما يكون الرب من العبد
في جوف الليل الآخر
فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله
في تلك الساعة فكن)
يقول صلى الله عليه وسلم:
(شرف المؤمن صلاته بالليل
وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس)
فما هي الخطوات التي ينبغي القيام بها
ليسهل علينا قيام الليل ؟
1-امتلك رغبة حقيقية صادقةفي قيام الليل
نابعة من يقينك بأهمية القيام ودوره في بناء إيمانك
القادر على الوقوف في وجه الشهوات والشبهات
هذه الرغبة محلها القلب،
ودافعها السير إلى الله تعالى،ومحركها محبة الله تعالى وكلامِه
والخوفُ من عاقبة الذنوب
والتقصيِر في حق العبودية لله
والرغبةُ في شكر النعم التي لا تعد ولا تحصى.
-2 اتجه إلى فراشك باكراً
واطلب من الله تعالى أن يعينك على القيام فهو وحده القادر على ذلك.
3-استحضر قبل نومك يوماً من أيام الله
تفضل به عليك ونعمة من نعمه التي لا تنقضي
واستحضر سبباً من أسباب الخوف من اللهتعالى
( الخوف يدفعك إلى الاستيقاظ والحب يدفعك إلى المناجاة)
4-اتخذ سبباً للاستيقاظ ولا تعتمد عليه،
وعوّد نفسك أن تنهض واقفاً
فور وجود السبب مهما كانت الظروف
ومهما شعرت برغبة في البقاء في الفراش
5-لا تنس الأذكار المسنونة قبل النوم.
6-انهض من فراشك وتوضأ
وضوءاً غير الذي عرفته من قبل
وضوءاً ليس لرفع الحدث واستباحة الصلاة فحسب
ولكن لطهارة القلب والإقبال على الله.
7-قف بين يدي الله تعالى
واستحضر عظمته وجلاله وتوجه بقلبك إليه.
8-اختر آيات تتأثر بها وتحبها واقرأها
ولو بصوت تسمعه لنفسك وتغنَّ بها وتفكر بمعانيها.
9-أطل القيام والركوع والسجود
وناج الله في سجودك واطلب منه بدموع وإخلاص ما تريد من حوائج الآخرة فالدنيا.
-10
صلِّ ما شئت وما تطيقه نفسك
( ركعتان – أربع – ست – ثمان).
-11 لا تحدث أحداً بقيامك الليل
فالقيام من عبادات الإخلاص فلا تفسدها بالتحدث عنها إلا لحاجة ضرورية.
-12 إن لم تستطع القيام
فلا مانع في البدايات أن تصلي قبل أن تأوي إلى فراشك.
لاتنسوني من الدعاء